رحلاته
"ودخل مكة آخر عام 1213هـ ومكث في
الحرمين الشريفين ما بين مكة والمدينة والطائف
ما يقرب من ثلاثين سنة قضاها في التدريس ونفع
العباد وإرشادهم إلى
الطريق المستقيم ودعوتهمإ
لى العمل بما يحتمه عليهم دينهم الإسلامي وخرج
من مكة إلى الصعيد بمصر مرتين – أو ثلاثاً –
وقام بالدعوة إلى الله
وأخذ في الصعيد عن الشيخين الجليلين حسن بن
حسن القنائي والشيخ
محمود الكردي .ثم عاد إلى مكة المكرمة دون
إقامة طويلة وإنما كانت في تلك المرتين
حوالي خمس سنوات فقط ولم يبق خلال هذه المدة
عالم من علماء الحرمين
الشريفين أو ممن
يفدون إلى الحرمين إلا وتتلمذ له وأخذ عنه
وفي مدة وجوده بمكة عام 1218هـ دخلها
السعوديون وكانوا يطلقون عليهم الوهابيين
لاتباعهم للشيخ محمد ابن عبد الوهاب داعية نجد
،
وكان أميرهم إذ ذاك الإمام عبد العزيز بن محمد
بن سعود
عام 1220هـ وتولى ابنه الإمام سعود الكبير بن
عبد العزيز بن محمد بن سعود ودخل الحجاز
ثانياً عام 1221هـ ومكث السعوديون بالحجاز سبع
سنوات ، ثم حاربهم حاكم مصر
محمد على باشا بأمر من الحكومة العثمانية
وأخرجهم عام 1228هـ وكان أمير مكة إذ ذاك من
الأشراف ذوي زيد واسمه الشريف غالب بن مساعد"
"وذكر في نفس المصدردخول
الأمير سعود بن عبد العزيز لمكة واجتماع السيد
أحمد بن إدريس به
كان للسيد أحمد بن إدريس أتباع كثيرون وكان
بعضهم تصدي للرد والقدح في معتقد الشيخ محمد
بن عبد الوهاب فلما قدر الله وجاءت الجيوش
السعودية لاحتلال مكة قال هؤلاء العلماء للسيد
أحمد بن إدريس أخرج بنا من مكة لأنهم إن
وجدونا بطشوا بنا فقال لهم رحمه الله ورضي عنه
: أنني لا آمر أحداً منكم بالخروج من مكة ولا
أنهاه غير أنني أقول لكم من جلس فلا يلحقه إلا
الخير إن شاء الله تعالى وأنا جالس ، فهرب
بعضهم وجلس البعض
وبعد وصول الأمير سعود ودخوله مكة وكان شديداً
ومتعصباً في مذهبه جاءه السيد أحمد بن إدريس
حسب العادة للتهنئة والسلام عليه فقابله
بحفاوة بالغة وأكرمه إكراماً عظيماً وألبسه
مشلحا
بيده وقال له يا شيخ كنا أحق بزيارتك ولا كنت
تكلفك نفسك ثم اصدر أوامره على كافة عماله
بعدم التعدي على أحد ممكن ينتمي إلى السيد ،
كما عفا عن أصحابه الذين كانوا يطعنون في
معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب
وكان الإمام سعود الكبير هذا أمر بتقتيلهم ولو
وجدوا متعلقين بأستار الكعبة فعفا عنهم وحقن
دماءهم ، فتعجب الناس لهذا التسخير
الإلهي
ثم أن السيد أحمد بن إدريس أمر أتباعه بعدم
المجادلة أو المناظرة مع أي إنسان ، وإذا
سئلوا عن أي قول أو مذهب يقولون : لا إله إلا
الله فقط . وصار هذا ديدنهم مدة وجود
السعوديين بمكة
وهو من عام 1121هـ إلى غاية عام 1228هـ"
(المصدر: الفوائد الجلية في تاريخ العائلة
السنوسية للشيخ عبد المالك بن علي)
وفي مقالة نشرت عبر الموقع الإلكتروني لوزارة
الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية
بعنوان العلاقات الفكرية بين المغرب وإفريقيا
جنوبي الصحراء عبر
العصور اشار جان هانويك أستاذ التاريخ بجامعة
نورثويستيرن وهو صاحب المقالة بالتالي
والواقع أن الطريقة التي اتخذت اسمه
(الإدريسية)، لم تظهر ولم تعرف شهرتها ـ التي
أصبحت عليها ـ إلا بعد وفاته، وذلك من خلال
عدد من مريديه، الذين استقلوا
وأقاموا عدة زوايا باسمهم الخاص في نواحي
مختلفة من إفريقيا؛ أشهرها، الطريقة السنوسية
بليبيا
وتصدر طريقة الشيخ سيدي أحمد بن إدريس في
سلوكها عن النهج النبوي، بحيث يتم تربية
المريد على السنة النبوية بصرامة بالغة. وهذا
ما جعل الطريقة تجد قبولا حتى
بين العلماء لمناهضين للتصوف والطرقية،
باستثناء الوهابيين بالحجاز
العائلة الإدريسية في المخلاف السليماني و
تهامة عسير
خلف السيد أحمد بن إدريس من الأبناء:
السيد محمد المشهور بالغوث وهو جد الاسره
التي حكمت سابقا في المخلاف السليماني (صبيا
وتوابعها) وتهامة عسير
وأجزاء من اليمن و احفاده كلهم الان في
الحجاز و هم محصورون في ابناء الامام محمد بن
علي بن محمد الغوث الادريسي و ابناء اخيه
الامام الحسن بن علي الادريسي
السيد عبدالعالي ويعرف بعبد المتعال في صعيد
مصر جد الفرع الموجود اكثرهم الان
في مصروبالتحديد في قرية الزينية التابعة
للأقصر بالصعيد وبعضهم في السودان و البعض
منهم مع ابناء عمومتهم في المملكة العربية
السعودية
السيد مصطفى له بنتان توفيتا بعده
السيد الحـــسن (لم يعقب) و توفي عام 1267هـ
السيد عبدالجبار. (لم يعقب)
وأما السيد محمد (المولود في الطائف) فكان
عمره حين وفاة والده 36 عاماً وعاش بعد والده
52 عاماً ، وخلف السيد محمد ولداً واحداً هو
السيد على بن محمد بن أحمد بن إدريس الإدريسي
، كان عمره حين وفاة جده الإمام رضي الله عنه
أربع سنوات فقط حيث كانت ولادته عام 1250هـ ثم
عاش بعد جده 70 عاماً قضاها في عبادة الله
والدعوة إليه وكان من أكابر الصالحين
وهو الذي أسس العائلة الإدريسية في تهامة
عسير ورفع شأنها ونشر طريقة جده وأحيا ذكره ما
بين المخاليف والقبائل وجمعهم والتفوا حوله
واتبعوا دعوته ، وأنجب رحمه الله أربعة أولاد
ذكور هم:
السيد محمد بن على الإدريسي (مؤسس
إمارة الأدارسة بتهامة عسير)
وله اربعة ابناء الإمام السيد علي الإمام
الثاني بتهامة عسير والسيد عبدالوهاب والسيد
عبدالعزيز والسيد محمدالحسن
السيد الحسن بن على الإدريسي (الإمام الثالث
للإمارة الإدريسية)
وله ثلاثة ابناء السيد احمد والسيد محمدالشريف
والسيد علي
السيد أحمد بن على الإدريسي
السيد الحسين بن على الإدريسي
فأما السيد أحمد فكبر وتوفي قبل أن يتزوج ولم
يعقب وكذلك السيد الحسين، أما السيد محمد
اشتغل أولاً بطلب العلم في صبيا ثم انتقل منها
إلى مكة وطلب بها العلم ، ثم انتقل إلى الأزهر
بالقاهرة وتمم فيه دراسته ونال قسطاً وافراً
من العلوم وبرع فيها ثم رحل من مصر إلى ليبيا
و بالتحديد مدينتي الجعبوب و الكفرة حيث إقامة
الإمام السيد محمد المهدي السنوسي الإدريسي
وزاره بها ومكث عنده مدة وأخذ عنه ثم عاد إلى
صعيد مصر وزار أبناء عمومته آل السيد عبد
العالي الإدريسي بالزينية ، وفي عام 1323هـ
عاد إلى صبيا موقع رأسه قبل وفاة والده
وكانت عودته بطلب ملح وسريع من والده ومن
مريدي ومحبي والده وشيوخ القبائل ، وبعد عودته
بقي مع والده قريباً من سنة ونصف ثم توفي
والده رحمه الله تعالى وقام هو مقام والده
بالدعوة إلى الله والإرشاد فغار منه الأتراك
الموجودون بجيزان وعسير والحديدة وأرادوا أن
يكيدوا له ويقبضوا عليه ويرسلوه إلى استانبول
مركز الخلافة فحال دونه أهل تهامة قاطبة
وحاربوا الأتراك حتى أجلوهم من تلك الجهة ،
وأقاموا أميراً عليهم ، وبذلك تأسست الإمارة
الإدريسية وتوسعت حتى جبال " فيفا " في ناحية
نجران وحتى الحديدة.
|